حلّق الطائرُ عاليًا حتى صار بين الأرض والسماء،وأطلقَ تغريداتٍ رنانّة ذابت كلها في سكون الفضاء...اضطربت نفسُه،فهو رسمَ لهذا المكان آلافَ التخيّلات،ولم يفقَه يومًا أن المدى خلاء...لم يستطع أن يتوسّد الغيم، ولا أن يستريحَ في أزرق السماءلا أغصانَ للنجوم ليفرغ عليها ذاتَه متعةً ومن بعضِها يبني عشًا،لا جداول في العلى ولا ديدان...أيقن عندها أنه لا يُمكن لمن يطير أن يستقرّ في دنيا الأحلام.انسكب الحزنُ في نفسِ العصفورِ دفعة واحدة...هكذا هو الحزنُ ثقيلٌ، يجعلك تَهوي كالسهم،صارخًا مثلَ الرعد، خارقًا جدار الموت.هكذا هو الحزنُ ماكرٌ، يأتيك بهجومٍ كاسر سريع،بعدما تكون قد جعلتَ من صَدى الضَحكاتِ مَسكرًا،ورسمتَ مِن زَهو النفسِ أجنحةً من خيال.ولكن في قسوة الحياةِ ترياق يَقيك سمَّ ابتساماتها...بين العصفورة والعشّ والتغريد نَسيَ العصفورُ ذاك الهبوط،وعاد يحلم بالبعيد إلى أن أدمن السقوط.
أَللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ نَزَغَـاتِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَكَيْدِهِ وَمَكَائِدِهِ، وَمِنَ الثِّقَةِ بِأَمَـانِيِّهِ وَمَوَاعِيدِهِ وَغُرُورِهِ وَمَصَائِدِهِ، وَأَنْ يُطْمِعَ نَفْسَهُ فِي إضْلاَلِنَا عَنْ طَاعَتِكَ وَامْتِهَانِنَا بِمَعْصِيَتِكَ، أَوْ أَنْ يَحْسُنَ عِنْدَنَا مَا حَسَّنَ لَنَا، أَوْ أَنْ يَثْقُلَ عَلَيْنَا مَا كَرَّهَ إلَيْنَا. أللَّهُمَّ اخْسَأْهُ عَنَّا بِعِبَادَتِكَ، وَاكْبِتْهُ بِدُؤوبِنَا فِي مَحَبَّتِكَ، وَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِتْراً لاَ يَهْتِكُهُ،
جمال الماء والنغمة
الأربعاء، 6 يناير 2016
✈ بين الأرض والسماء
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق